إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 20 فبراير 2010

ذات تبحث عن نفسها ( ج १)


ادعم الكاتب واشتري نسخة من إصداره ذات تبحث عن نفسها
الناشر : مؤسسة القلم العربي الحر
أو عن طريق موقع مول الكتاب على شبكة الأنترنت
إقرأ.... وادعم

الجمعة، 19 فبراير 2010

دخلة وأربعة أبواب - قصة قصيرة

دخلة وأربعة أبواب
قصة قصيرة
كتبها : أحمد كمال
فيلسوف القصة
أنا رجل مسكين ، يرفض قلبي أن يستكين ، يخفق دائماً بتحقيق المستحيل ، ولا أملك غير سكين ، أسنه منذ عشرات السنين ، ليس لأي هدف ، غير أن يبقى مكين ، حتى رأيتها مثل الصباح المبين ، أسرت قلبي ، وغزوت قلبها ، واحتللت وجدانها ، وأبينا إلا الوصال المتين ، فانزوينا بعيداً عن كل الحاقدين ، بحب ليس له حدود ، غير كل هذا الوجود ، ولما استقرينا على قمة الجبل ، بدأت أنا في العمل ، لأقيم بيت يؤويني أنا والأمل ، وجاءنا مطر ، ألان لنا الحجر ، ورق لحالنا الصخر ، فرحت أنحت بذاك السكين مغارة في قلب الجبل العظيم ، وغرست هي بذرة ، تبقت من تفاحة نضرة ، وومضت الأيام ، ورمقت السنون ، وأنا أنحت في قلب الجبل العظيم ، وشجرتها تنموا ، ونستظل تحتها ، ونأكل من ثمرها ، حتى أبهجتنا السنين ، بولد من بعد ولد ، وأنا من الشاكرين ، وبدأ يأتينا الزائرين .
لم يهدأ السكين ، ورفض قلبي أن يستكين ، وراح يتململ ، ويبحث عن من يحتويه ، ومن أول نظرة ، وقعت في تلك الغلطة القذرة ، ليس بعيداً عن حدود فراشها ، وسحقت كل كبريائها ، ولما هاجمتني عينها ، والدمع ينزف من ألم جراحها ، أدركت أني فقدتها ، وركضت نحو شجرة تفاحها ، وأنا أحاول أن الحق بها ، وتسلقتها حتى احتوتها ، ومني عصمتها ، ولم تعد من وقتها ، وبقيت أنا والسكين ، وتفاحة جديدة ، تعشقني وفي عشقي عنيدة ، ولكني قربتها ، ونحت بيت جديداً لها ، زينته هي ، وتزينت لي ، وراحت تسرف في عشقها ، حتى غدت أسيرة غرامي ، وملأت أيامي ، لكن على قلبي ما قدرت ، وبقيت أنا أتذكر حبيبتي الأولى ، وأبتهل لشجرتها في كل عيد حب أن تعيدها دون جدوى ، حتى ذبلت حبيبتي الأخرى ، واعتصمت بالشجرة .
ولم يهدأ السكين ، ورفض قلبي أن يستكين ، وراح يعبث مع أخرى ، وكانت تلهو بي ، المرة تلو المرة ، حتى احتلت قلبي ، وتملكت عقلي ، وصرت لها عبداً ، ورحت أنحت لها بيت ، زينته بكل أنواع الزينة ، الممكنة والمستحيلة ، حتى ترضى وتأتيني أسيرة ، لكن أبى قلبها أن يلين ، ورأيتها في نفس المشهد المهين ، تحتل عمق فراشي ، مع رجل مثلي يملك سكين ، يرفض قلبه أن يستكين ، وتدفق في عروقي غضب محموم ، وآثر السكين ، الذي نحت البيوت عبر السنين ، إلا أن يذبح ، وحكم قلبي عليها بأن لا يصفح ، وأنا لا أرضى ، وغصة في قلبي تأبى وتزلزل نفسي قائلة :
- افعل ما شئت يا مسكين ، فكما دنت تدان ، وقدرت عليهما ، ولم تقدر هي عليك ، ولا يملك العفو إلا السالمين
أدركت حقيقتي ، حين نضح على ثوبي الأبيض دماء غزيرة ، ومن وقتها ذبل قلبي الأخضر ، وهجرني أولادي وأصبحت أبتر ، ورحت أبتهل من جديد ، وأرتل الترانيم ، تحت ظل شجرة التفاح العتيقة ، عسى أن يرق قلب حبيبتي ، وتعود كما كانت وهجاً في دنيتي ، وتعيد إلي بهجتي ، لكنها أبت أن تعود ، وأصرت أن تبقى غائبة عن الوجود ، وبقيت أنا بدون أن أكون هنا .
وصدأ السكين ، وآثر قلبي أن يستكين ، ونالت مني السنين ، حتى وجدتني عابراً ، ووجدتها قادمة ، حالي مثل حالها ، تعاهدنا أن نؤوي بعضنا ، حتى يأتينا اليقين ، فرحت أنحت البيت الأخير ، ليس به زينة ، ولم أسع لتكون لي أسيرة ، فقط أريدها مني قريبة ، ولم ترد هي غير ذلك ، وبقيت أنا والندم وذاك السكين ، الذي نحت حتى بهت ، ولم يتبق منه غير الصدأ ، وبقيت أعيش على ذكرى حبيبتي الأولى ، أبتهل كل ليلة تحت شجرتها المهولة ، ألتمس يوم عودتها ، أو صعودي أنا إليها .
تمت ،،،

الخميس، 18 فبراير 2010

دخلة وأربعة أبواب - قصة قصيرة

دخلة وأربعة أبواب
قصة قصيرة
كتبها : أحمد كمال
فيلسوف القصة
أنا رجل مسكين ، يرفض قلبي أن يستكين ، يخفق دائماً بتحقيق المستحيل ، ولا أملك غير سكين ، أسنه منذ عشرات السنين ، ليس لأي هدف ، غير أن يبقى مكين ، حتى رأيتها مثل الصباح المبين ، أسرت قلبي ، وغزوت قلبها ، واحتللت وجدانها ، وأبينا إلا الوصال المتين ، فانزوينا بعيداً عن كل الحاقدين ، بحب ليس له حدود ، غير كل هذا الوجود ، ولما استقرينا على قمة الجبل ، بدأت أنا في العمل ، لأقيم بيت يؤويني أنا والأمل ، وجاءنا مطر ، ألان لنا الحجر ، ورق لحالنا الصخر ، فرحت أنحت بذاك السكين مغارة في قلب الجبل العظيم ، وغرست هي بذرة ، تبقت من تفاحة نضرة ، وومضت الأيام ، ورمقت السنون ، وأنا أنحت في قلب الجبل العظيم ، وشجرتها تنموا ، ونستظل تحتها ، ونأكل من ثمرها ، حتى أبهجتنا السنين ، بولد من بعد ولد ، وأنا من الشاكرين ، وبدأ يأتينا الزائرين .
لم يهدأ السكين ، ورفض قلبي أن يستكين ، وراح يتململ ، ويبحث عن من يحتويه ، ومن أول نظرة ، وقعت في تلك الغلطة القذرة ، ليس بعيداً عن حدود فراشها ، وسحقت كل كبريائها ، ولما هاجمتني عينها ، والدمع ينزف من ألم جراحها ، أدركت أني فقدتها ، وركضت نحو شجرة تفاحها ، وأنا أحاول أن الحق بها ، وتسلقتها حتى احتوتها ، ومني عصمتها ، ولم تعد من وقتها ، وبقيت أنا والسكين ، وتفاحة جديدة ، تعشقني وفي عشقي عنيدة ، ولكني قربتها ، ونحت بيت جديداً لها ، زينته هي ، وتزينت لي ، وراحت تسرف في عشقها ، حتى غدت أسيرة غرامي ، وملأت أيامي ، لكن على قلبي ما قدرت ، وبقيت أنا أتذكر حبيبتي الأولى ، وأبتهل لشجرتها في كل عيد حب أن تعيدها دون جدوى ، حتى ذبلت حبيبتي الأخرى ، واعتصمت بالشجرة .
ولم يهدأ السكين ، ورفض قلبي أن يستكين ، وراح يعبث مع أخرى ، وكانت تلهو بي ، المرة تلو المرة ، حتى احتلت قلبي ، وتملكت عقلي ، وصرت لها عبداً ، ورحت أنحت لها بيت ، زينته بكل أنواع الزينة ، الممكنة والمستحيلة ، حتى ترضى وتأتيني أسيرة ، لكن أبى قلبها أن يلين ، ورأيتها في نفس المشهد المهين ، تحتل عمق فراشي ، مع رجل مثلي يملك سكين ، يرفض قلبه أن يستكين ، وتدفق في عروقي غضب محموم ، وآثر السكين ، الذي نحت البيوت عبر السنين ، إلا أن يذبح ، وحكم قلبي عليها بأن لا يصفح ، وأنا لا أرضى ، وغصة في قلبي تأبى وتزلزل نفسي قائلة :
- افعل ما شئت يا مسكين ، فكما دنت تدان ، وقدرت عليهما ، ولم تقدر هي عليك ، ولا يملك العفو إلا السالمين
أدركت حقيقتي ، حين نضح على ثوبي الأبيض دماء غزيرة ، ومن وقتها ذبل قلبي الأخضر ، وهجرني أولادي وأصبحت أبتر ، ورحت أبتهل من جديد ، وأرتل الترانيم ، تحت ظل شجرة التفاح العتيقة ، عسى أن يرق قلب حبيبتي ، وتعود كما كانت وهجاً في دنيتي ، وتعيد إلي بهجتي ، لكنها أبت أن تعود ، وأصرت أن تبقى غائبة عن الوجود ، وبقيت أنا بدون أن أكون هنا .
وصدأ السكين ، وآثر قلبي أن يستكين ، ونالت مني السنين ، حتى وجدتني عابراً ، ووجدتها قادمة ، حالي مثل حالها ، تعاهدنا أن نؤوي بعضنا ، حتى يأتينا اليقين ، فرحت أنحت البيت الأخير ، ليس به زينة ، ولم أسع لتكون لي أسيرة ، فقط أريدها مني قريبة ، ولم ترد هي غير ذلك ، وبقيت أنا والندم وذاك السكين ، الذي نحت حتى بهت ، ولم يتبق منه غير الصدأ ، وبقيت أعيش على ذكرى حبيبتي الأولى ، أبتهل كل ليلة تحت شجرتها المهولة ، ألتمس يوم عودتها ، أو صعودي أنا إليها .
تمت ،،،

الأربعاء، 17 فبراير 2010

أثير الحب - قصة قصيرة

أثير الحب
قصة قصيرة
كتبها : أحمد كمال
( فيلسوف القصة )
دخلت بسرعة إلى المركز التجاري الكبير ، فالسماء ممطرة ، وسترتي غير واقية ، كان الزحام شديداً ، والبضائع وفيرة ، ولكني كنت أبحث عن شيء لا يباع منذ عشرات السنين ، فرحت أجول ، وأجول حتى تورمت قدمي ولم أعد قادراً على المشي ولا حتى الوقوف ، فارتميت باشتياق على أحد المقاعد أمام أحد المحلات ، وإذا بالكهرباء تنقطع ، ويصبح الضياء ممتنع ، لا شيء يمكن أن تبصره ، وامتزجت الأصوات ، بين صياح الدهشة ، وصراخ الخوف وبكاء الأطفال ، حتى أضاء أحدهم شمعة ، تلتها شمعة ، حتى أصبحت ألف وأربعمائة شمعة تضاء ، وبينما تبصر عينيا هذا الضياء ، إذا بي المح من بعيد ، سهم أرق من خيط العنكبوت ، وأقل سمك من جناح الفراشات صوبه أحدهم نحوي ثم راح ، وما استطعت منه الفكاك ، أصاب جسدي ، اخترق قلبي ، وضع علقة في رحمه ، أصابتني برعشة ، تلتها نشوة ، وغمرني شعور حقيقي بالميلاد ، فرحت أتلفت ذات اليسار وذات اليمين ، أبحث عن صاحبة السهم ، فإذا برسالة تلألأ في الهواء ، بلون فضي أخاذ ، لمستها بيدي ورحت أقرأها باهتمام ، مسطوراً فيها ( أحبك يا أيها الغبي منذ أول الزمان ؟! ) ارتسمت على شفتي ابتسامة خجل واستحياء ، فأغمضت عيني ، وقدحت عقلي ، وأبرقت بقلبي رسالة لها عبر الهواء ( من أنت أيتها البلهاء ؟! ) وسرعان ما عاد الرد بين طرفة عيني وخفقان قلبي ، رسالة تومض في الهواء ، تتهادى بألوان الطيف ، وينبعث منها عبير الأزهار ، استقبلتها باشتياق ، وقرأتها ( إن مرآة الحب عمياء ، وأنا كما قلت عني ،امرأة بلهاء ، فلا تلومني ، فاللوم على قلبي المشتاق ) فرحت أبرق لها من جديد ( أريد رؤيتك ؟ لماذا لي لا تظهرين ؟! ) فأبرقت عبر الأثير ، صورتها بحجم المحيط ، وجه طفولي كأنه ملاك ، يزينه شعر إلى الخصر أسود غير أي سواد ، وقليل من البني بمقدار ، عيناها واسعتان ، فيهما بريق ولمعان ، أنفها شامخ من زمن العنفوان ، وشفتاها تتدليان ، وبالخمر تجودان ، أسرعت أقبلها بلهفة ، فتلاشت صورتها ، وأبرقت على استحياء ، ( استحي أيها الإنسان ) فحملت الهواء بقبلة ليطبعها على شفتيها من عاشق لهفان ، فأخبرني الهواء إنه قد سلمها قبلتي ، وقد تلقتها بامتنان ، واحمرت وجنتاها خجلاً وحياء ، بينما أبرقت هي مدعية غضباً وعلامة استفهام ، فطلبت منها أن تعود ، وبالحب علي تجود ، أن ترتمي في أحضاني وتبقى إلى آخر الوجود ، فأبرقت نغمات ، خليط سيمفوني براق ، سمعته بإنصات ، تغلغل في كياني ، ودغدغ وجداني ، وراح قلبي يتراقص على نغماتها ، وراح الهواء بكل رقة يحملني لها ، وأنا أدور حول نفسي ، أتتبع جهاز رصدي ، حتى آتاني الهواء بها مثلي في الهواء محلقة ، تعانقنا باشتياق ، وزغرد الشمع ، وصفق الهواء ، والناس من حولنا مشدوهة ، عيونهم مبحلقة ، لا تصدق ما ترى ؟! وبرفق أنزلنا الهواء ، ولامست أقدامنا الأرض ، فرحنا نتراقص على نغمات سيمفونيتها ، ورحت أدور بها ، وأدور ، كطفل يريد أن يثور ، ويهفهف علي شعرها كأنه غيور ، وتلاحقت أنفاسها ، واشتد خفقان قلبها ، ولمع بريق عينيها ، وأنا لا زلت أدور ، وأدور ، أريد أن أفور ، ولا أخمد أبداً حتى الضمور ، والناس من حولنا تفسح لنا ممراً للعبور ، وإذا بنا خارج المركز ، والسماء تمطرنا ، والماء يبللنا ، وما اهتممنا ، ولكنا توقفنا في لحظة إدراك ، ثم أبينا إلا التلاقي ، فوقفت أمامي ، وارتمت بين ذراعي ، ورحنا نتراقص على نغمات سيمفونيتها ، كأننا في دنيا غير تلك الدنيا ، عبثنا بالماء كالأطفال ، وداعبنا المطر بمزيد من الماء ، حتى غدت الأرض بحيرة ، نتراقص على صفحتها بأطراف أنامل أقدامنا ، والناس ترقبنا من خلف الجدار الزجاجي الشفاف ، وترشني بالماء ، وأرش عليها بأكثر منها ، حتى عادت فجأة الكهرباء ، وأضاءت المركز التجاري الأنوار ، وتنبهنا لكل الرواد ، الذين كانوا ما بين معجب أو مستنكراً مغتاظ ، احمرتا وجنتانا من الخجل ، وسألنا الأرض ابتلاع ، ولكني مددت لها ذراعي فارتمت بينهما ، تسألني الحماية ، التصقت بي ، وألقت برأسها فوق كتفي ، تطلب الراحة ، فأحطتها بذراعي ، ورحت أدفئها بأنفاسي ، وأتحسس شعرها وأنا أهمس في أذنها ( لا تخافي ) ثم حملتها على ساعدي ، ورحت أخطوا بها صاعداً درجات المجد والرخاء ، وأنا اسمع الرجال في المتجر الكبير يصفقون ، والنساء يزغردون ، والأطفال يصفرون ، وأنا أقترب من النجوم .
،،،تمت ،،،